الجودة بين طموح مشروع وواقع غير مؤهل

لا ينكر أحد ان هناك حراك فى كافة المؤسسات التعليمية بالتعليم العام والتعليم الجامعى ، سواء أكان هذا الحراك مقصودا وفق استرتيجية تم التخطيط لها بشكل مسبق أو انه من قبل جمعيات ومؤسسات دولية فرضت نفسها وفكرها على مؤسسات بعينها لتقنعها أنه لامناص عن الجودة والتطوير ........ كل ماسبق واقع يفرض نفسه ولكن السؤال الآن هو متى يكون التطوير ومتى تكون الجودة فى التعليم وكيف تقاس الجودة وكيف نحكم على أن هناك تطوير أم لا ؟

ان الجودة المنشودة هى التحسين والتميز فى كافة عناصر ومحاور العملية التعليمية ، انها تقاس بنتائج الطلاب فى كافة المراحل ولا اقصد هنا نتائج الثانوية العامة التى تتسرب امتحاناتها أو التى يصرخ الأبناء أن جاءت نقطة فى الاختبار لتقيس التفكير وتبتعد بهم عن رصيد هائل من جذور الحفظ البعيد عن الفهم . اننى اتحدث عن طالب لديه سواء نفسى ووجدانى ، ولديه رغبة فى الحياة ، يبدى رأيه فيحترم ويقدر ويصوب بأدب واحترام وتقدير ان كان مخطئا ، ويكرم أمام الآخرين ان كان صوابا ، نرغب فى بيئة تعليمية آمنة بكل معنى الكلمة ، نريد معلما خلوقا بمعنى الكلمة وليس مقاولا ينتقل من منزل الى آخر ويعصف بكل ما تبقى من اطار قيمى فى المجتمع كما يفعل مصاص الدماء فى افلام الرعب الأمريكية . نريده حنونا راغبا فى العلم والمعرفة وليس متنمرا للمجتمع ان لم يعطيه كما يريد هو انقلب على انتماءه وشحن طلابه وجيشهم ضد التعليم وضد الوزارة كما يحلو للبعض ان يلعب تلك اللعبة عندما تأتى الأسئلة على غير توقعه كما قال لطلابه ونريد.

مقررا يحترم عقلية الأبناء ويقدر معنى الانتماء والمواطنة ، نريده يتفق مع رؤية العصر الذى نعايشة ، ويملى على الأبناء ثقافة وعلما بالمعنى الحقيقى ، نريده يحفظ لنا ما تبقى من رصيد القيم الأخلاقية ، مقررا يعى معنى الوطن والانتماء ، سهل فى صياغته ، حلو فى الفاظه ، جميل فى منظره ، يقوم ما يعرضه من معلومات بشكل رائع يثير الفكر لدى المعلم ولدى الأبناء ، يساير روح العصر ، يعلم الأبناء طرق الحصول على المعرفة .

ان جودتنا المرجوة تعنى مبنى تعليمى يحترم آدمية البشر فيه دورات مياه آدمية نظيفة ذات رائحة طيبة ، به طاولات للدراسة جميلة له حديقة غناء ، به مكان للمعلمين يجلسوا فيه ، به مكتبة تحترم عقل الطلاب ، به ملاعب يلعب فيها الجميع ، وبع معامل مجهزة تحترم عقول الأبناء ...... الخ

ان اعتمادنا للمعلمين لن يكون ابدا بالقهر ولم يكن القهر النفسى ضمن متطلبات وثيقة المعايير التى اقرتها الوزارة واقرها الحزب الوطنى فى مؤتمرة السنوى بالمنوفيه ، وانما كان الاعتماد قائما على روح الفريق قائما على التوجيه اولا والتدريب ثانيا والتمويل فى كل وقت لكل عناصر المؤسسة التعليمي ، لم يكن ابدا هو الكادر الذى اعلن ويعلن عنه اليوم ليرسب اكثر من 70 % من المتقدمين بالمرحلة الأولى ، انما كان القصد ومازال أن أحترم المعلم وادربه اولا واهتم به ماليا قبل كل شيء ، ثم بعد ذلك ومن خلال مدرسته تتقدم المدرسة لطلب الاعتماد وضمن عناصر الاعتماد يكون المعلم .

ان المشهد اليوم أليم وكأن الجودة عقاب للجميع وكأنها تفتيش على الجميع وهذا ليس القصد على الاطلاق ، ان شعار الجودة هو الانسانية فى كل شيء ، ثم الانسانية ، وروح الفريق والعمل الجماعى ، وليس انفراد فريق بالأمر على حساب كل من شارك فى منظومة التطوير ، وكأننا نبدأ من جديد وكأن هناك دهاليز لا يعلم عنها المجتمع أى شيء .

ان مشاركة المجتمع فى صنع القرار واجب ضمن آليات صناعة الجودة فى التعليم ، ولعل محور المشاركة المجتمعية فى وثيقة التطوير التى اقرتها الحكومة يعتير احد العناصر الغائبة عن حقيقة التطوير والجودة ، ان المشاركة المجتمعية تعنى ضمان الانتماء والولاء وعدم الخروج عن النظام وتأيده والوقوف بجواره فى كافة الأزمات ، وعلى النقيض وفى حالة الغياب عن المشاركة تجد الفوضىوالنقد على طول الخط .

مع تحياتى /استاذ /عونى جرجس فضل الله
[b]

أنا مع حضرتك فى كل اللى قلته pale

» مشروع العمر .. ساعة طاعة
» الجودة الحديثة
» تهنئة بنجاح المدرسة في الجودة !!!!!!!!!
» الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية التعليمية :